الأسواق بين الماضي والحاضر في منطقة عسير
on- 2021-12-23 10:53:36
- 0
- 1212
كانت الأسواق المحلية الأسبوعية تقام في ربوع المنطقة، وكانت تزاول عمليات البيع والشراء في تلك الأسواق نقدا أو بالأجل، حسب الاتفاق والثقة بين البائع والمشتري، وذلك بواسطة القبيل، وهو الشخص الذي يختاره كل من المشتري والبائع ، وذلك ككفيل للمشتري حتى يحضر المبلغ المتفق عليه .
كذلك كانت المبايعة في هذه الأسواق في الماضي تتم بالمقايضة، وذلك كأن يقدم المشتري نصف مد من الذرة يقابله كيلو من الفاكهة وهكذا. كما كان لهذه الأسواق دور كبير في التعارف، وتوثيق الصلات والروابط القديمة بين الأصدقاء من مختلف القرى المجاورة للسوق. كما كانت الأسواق قديما محلا لإعلان الأخبار والإعلانات المحلية؛ وكذلك تعتبر الأسواق القديمة والحديثة مركزا لبث كلمة الحق من جهة الدعاة، وذلك لحث الناس على الطاعات، وتجنب المخالفات لشرع الله ، وكانت تعرض عن طريق هذه الأسواق جميع المنتوجات الزراعية، وجميع أنواع الثروة الحيوانية ، بالإضافة إلى الحلي وغيرها من عروض التجارة . وقبل العهد السعودي كانت كل قبيلة تقوم بحماية سوقها من أية مشاكل قد تحدث فيه ، وتقوم بحلها حتى لو تطلب الأمر التدخل لحلها بالسلاح .
وكانت هناك عدد من الأسواق التي يرتادها الناس والقبائل، بالإضافة إلى سكان القرى المجاورة لهذه الأسواق. وكانت الدكاكين على جانبي السوق، تتوسطها ساحة كبيرة ، وكانت تلك الدكاكين في الأدوار السفلية من بيوت الطين وغالبا ما تكون مستأجرة بأجور رمزية لتجار القبيلة ، وبعض التجار من القبائل الأخرى. أما الساحة فكانت للباعة أو التجار المتجولين، الذين يأتون من مدن وأماكن بعيدة . وكان يوجد بهذه الأسواق ساحات جانبية لباعة الإبل والأغنام والمواشي وغيرها.
أما في العهد السعودي ، وفي ظل النهضة التي تعيشها المملكة العربية السعودية، وفي ظل النهضة والتقدم في جميع المجالات، واستتباب الأمن- بفضل الله تعالى- الذي يعشه وطننا الغالي، وانتشار وسائل المواصلات وإقامة الطرق التي تربط جميع مدن المملكة وقراها ، بعضها ببعض، مما كان له بالغ الأثر في تسهيل انتقال الناس من مدينة لأخرى، وكذلك انتقال التجارة والباعة إلى المدن الرئيسية ؛ ولهذا فقد ضعفت هذه الأسواق، ثم اندثرت تدريجيا.
وهذه الأسواق هي:
- سوق بني بشر.
- سوق جمعة آل الخلف.
- سوق الإثنين بالعسران.
- سوق الثلاثاء بزهرة بني بشر.
الأسواق التي ما زالت قائمة هي:
١- سوق خميس عبيدة.
٢ - سوق الفرشة.
وكانت عملية اتخاذ قرار بإنشاء سوق في أي مكان في الماضي- وذلك قبل العهد السعودي - تتطلب وجود الأمن والاستقرار، وتوفير الأمن والحماية لمرتادي السوق، وذلك ما يلزم توفره لقيام مثل هذه الأسواق التي كانت تتم حمايتها من قبل أهلها. فكل قرية يتوفر فيها سوق ، يقوم أصحاب القرية بحماية ذلك السوق .
وكان سوق (خميس عبيدة ) من أقدم هذه الأسواق وأكبرها، لأنه أقييم في نقطة التقاء عدد من الطرق ، ويعتبر مركزا رئيسيا ، كونه يتوسط جميع القرى والقبائل، بالإضافة إلى أنه معبر لجميع القوافل التجارية، وقوافل الحجاج التي يكون طريقها عبر تلك المنطقة . ولذلك كان يحتاج قرار إنشاء السوق إلى دراسة ، وقدرة وقوة وهيبة تحفظ لهذا السوق مكانته وأهميته، وتضمن أموال الناس وأرواحهم.
وقد استطاع أهل الشأن في إنشاء هذا السوق توفير ما يلزم لإنشائه ، من حيث المكان الاستراتيجي، والحماية اللازمة له .