"القرقيعان"... موروث تراثي بالأحساء

on
  • 2022-11-19 11:37:30
  • 0
  • 498

 في شرق المملكة، الأحساء والشرقية خصوصا، يهتم الأهالي بالتراث والموروث والاهتمام بالعادات التاريخية الجميلة بالمنطقة، والتي كانت سائدة فيما مضى ومنها احتفالية (القرقيعان)، حيث يحتفل الأطفال الصغار بهذه العادة في منتصف شهر رمضان المبارك وتبدأ الاستعدادات لهذه الاحتفالية مبكراً منذ بداية رمضان، حيث تهتم كل الأسر بتفصيل الفساتين والثياب لأولادها وبناتها وإعداد الأكياس القماشية من جهة وتجهيز (القرقيعان) الذي سوف يوزع على الأطفال الآخرين والذي يشتمل حسب إمكانات وظروف ومقدرة كل أسرة، كالمكسرات والحلويات وهناك من يضع نقوداً داخل كل كيسة (قرقيعانة).

"القرقيعان" مناسبة تقليدية توارثتها الأجيال، إذ تزين السيدات الأطفال وتُــلبسهم الأزياء والحُلي التقليدية، ويخرج الأطفال من منازلهم، يطوفون على منازل الحي لتلقي الحلويات والمكسرات والهدايا من الكبار حاملين معهم حقائب مصنوعة من القماش بطريقة تقليدية لحفظ ما يجمعونه بداخلها. 

"القرقيعان" هو مصطلح شعبي يُطلق على السلة الكبيرة المصنوعة من سعف النخيل، والتي تُملأ بداخلها المكسرات ومن ثمّ تُوّزع على الأطفال"، وقيل "إن أصل القريقعان أو القرقاعون هو قرّة العين"، ويرجح البعض الآخر "أن القرنقعوة أو القرقيعان تعني الشيء المخلوط متعدد الأصناف من المكسرات والحلوى"، أو "أنها مشتقة من القرقعة، أي الصوت الناتج عن ضرب الأواني المعدنية الحاوية للحلويات والمكسرات". في حين تختلف الأهازيج بحسب المناطق اختلافاً بسيطاً، ولكنها تبقى متشابهة في مضمونها.

يعتبر الكثيرون "القرقيعان" مناسبة لمكافأة الأطفال على صيام رمضان، وتشجيعهم على إتمام صوم بقية الشهر، وهذا ما درجت عليه قرى محافظات الأحساء والقطيف شرقي السعودية، وما زال أبناؤها يحتفلون بليلة القرقيعان في كرنفال تقليدي، ويهدف إحياء هذا التراث، في سائر الأحياء إلى استمرار التواصل بين الماضي والحاضر، حفاظا على تراث الأجداد والمورث الثقافي الخليجي في ظل طغيان تكنولوجيا العصر، كما تحرص العائلات على الاحتفال بهذه المناسبة كل عام، لتدريب أطفالها على التمسك بعادات الأجداد، ولاعتيادهم على التآزر وحسن معاملة الجيران والكرم وحب الخير.

بعد صلاة المغرب يجول الأطفال على مختلف بيوت الحي، وهم في أجمل زينة ولباس حاملين على صدورهم أكياساً قماشية مخاطة، واقفين أمام هذا الباب أو ذاك، وهم يرددون أهزوجة شهيرة: 

قرقع. قرقع قرقيعان؟

أم قصير ورميضان

عطونا الله يعطيكم

بيت مكة يوديكم

عادت عليكم صيام

كله سنة وكل عام

يا الله تسلّم ولدهم

يالله خله لامه

عسى البقعا ماتضمه

عطونا الله يعطيكم

بيت مكة يوديكم

يوديكم لأهاليكم

ويلحفكم بالجاعد

عن المطر والراعد 

يظل الاحتفال بالقرقيعان عادة تاريخية يعشقها الجميع الكبار والصغار. الكبار لأنهم يتذكرون طفولتهم وهم يرددون أهزوجة (القرقيعان) والصغار وهم يعيشون ليلة من الفرحة والبهجة.

 

المصادر :

تقرير خاص بموسوعة كيوبيديا