الكمار والوجار ثروة تراثية واعتزاز بالزمن الجميل بالمملكة السعودية

on
  • 2025-10-15 10:35:33
  • 0
  • 15

الوجار والكمار هما ركنان أساسيان في المجالس التقليدية العربية، وخاصة في منطقة الخليج العربي ونجد، ويشكلان جزءًا من طقوس إعداد القهوة وتقديم الضيافة.

لا يكاد يخلو مجلس عربي من وجود كمار ووجار فيه، إنهما زينة وكمال، ودليل وجاهة وكرم، حيث يعتبران من أكثر التراثيات التي يحتفظ بها عامة الناس فهو من الموروثات التي لايزال يستخدمونها في منازلهم الجديدة إذ ترافقهم في كل ركن من أركان بيوتهم ولا يستغنون عنه حيث تتميز بهندسة خاصة تمنحها مزيدا من الجمال عبر قوالب تراثية أكثر ابداعا واثرا. 

في كل البيوت الطينية القديمة يوجد مجلس لاستقبال الضيوف من الرجال، وتعد في ذلك المجلس القهوة والشاي وربما الحليب والزنجبيل أمام الضيوف، كما يتم إيقاد النار لذلك.

وفي صدر مجلس القهوة العربي يبنى الوجار والكمار أما الوجار، فهو  الوجار فهو المكان المخصص لإيقاد النار و لإعداد القهوة والشاي، وتوجد بجوار الوجار مروحة يدوية تضخ الهواء من خلال أنبوب ينتهي بفتحة تحت موقع إيقاد النار لتسهيل إشعال الحطب أو الفحم. ويبتعد الوجار عن الحائط القريب بنحو متر ويسمى ذلك الموقع بالمقعد ويكون مخصصاً لصاحب المنزل الذي يقوم بإعداد القهوة والشاي. وللوجار جدران قصيرة ملساء يتحلق حولها الضيوف ويضعون فناجينهم فوقها إذا كان عددهم قليلاً، وليتمكن (المضيف) من خدمتهم ومناولتهم فناجين القهوة والشاي وهو جالس أمامهم في المكان المقابل والمسمى (المحكمة).

وفي ركن بالقرب من الوجار توجد غرفة صغيرة داخل الحائط تتخذ مخزناً للحطب تسمى بيت الحطب اما الكشاف فيوجد في اعلى السقف وله غطاء خشبي فوق الوجار مباشرة وذلك لسحب الدخان من احتراق الحطب.

أما الكمار فهو بناء مستطيل الشكل ملتصق بالجدار الملاصق للوجار، و يضم مجموعة من الأرفف الجصية بها نقوش وزخارف هندسية. وتعرض بالأرفف دلال القهوة وأباريق الشاي والمباخر، ذات الألوان الجميلة والدلال (جمع دلة) الكبيرة والصغيرة، ويوجد به مخازن صغيرة لحفظ بعض المواد اللازمة لإعداد القهوة والشاي وخلافهما. ويرمز صف تلك الأدوات إلى الكرم والاستعداد لاستقبال أعداد كبيرة من الضيوف في آن واحد

والكمار يبنى من اللبن، ويملط (يكسى) بالجص الأبيض، ويكون عادة على يمين أو يسار الجالس في المحكمة. أما الوجار فهو يبنى من اللبن ويملط بمخلوط الجص والإسمنت ليكون صلباً.

ويزيد ارتفاع الكمار عن الأرض على المترين، ويكون مزخرفاً. أما الوجار فلا مجال لزخرفته لأنه معدّ لإيقاد النار واستقبال الرماد بعد ذلك.

ونشاهد في مجالس حائل الكثير ممن يتمسكون على صور أجواء التراث والعادات والتقاليد، كنوع من الاعتزاز بماضي الآباء والأجداد وتختزن العديد من منازلنا على كنوزا تراثية حي يرونها ثروة قديمة وقيمة في مجالس استقبال الضيوف فهو المكان المخصص لوضع الدلال والمباخر والاباريق تحيطها الزخارف والجبصيات الشعبية والجمالية .

 

المصادر :

جريدة الجزيرة - جريدة الرياض