السراج رمز من رموز التراث القديم بالمملكة العربية السعودية
on- 2025-11-02 15:36:31
- 0
- 20
يعد "السراج" من أبرز رموز التراث القديم وإحدى أهم أدوات الإنارة، التي شكلت ملامح الحياة في الماضي، إذ كان الرفيق الدائم للبيوت والمجالس والأسواق قبل انتشار الكهرباء، وبفضل بساطته ووظيفته الحيوية، ظل السراج رمزا للدفء والاجتماع وذكريات الليالي المضيئة بنوره الهادئ.
السراج.. من الأدوات التراثية القديمة جداً التي تستخدم للإنارة بدلاً من الكهرباء في الزمن السابق، وهو يعمل بواسطة الكاز، عبر فتيلة من القماش المتين ولذلك فإن إضاءته قليلة جداً عكس الإتريك.
وكان السراج يستخدم لإضاءة غرف المنزل والمجالس من أجل السمر، أو المذاكرة، وهو مرتبط بذكريات جميلة، لا تزال عالقة في أذهان بعضهم ممن كانوا يستخدمونه في ذلك الزمن القديم.
ولكون السراج مضرب مثل في النور والفرح والسرور والبهجة، حيث كان يستخدم قديماً في مناسبات الأفراح، مثل: الأعياد، والأعراس، وجميع المناسبات السارة، فقد ورد ذكره في بعض قصائد الشعراء وتغنّوا به كما يقول الشاعر سليمان بن شريم:
كنّك سراج البيت للنور شبّوك
وإلى قضى الوارد حدا الربع طفّاك
ويصنع السراج عادةً من النحاس أو الحديد، ويعمل بوقود سائل مثل الزيت أو الكيروسين، تُغذّيه فتيلة قطنية تمتد من خزان الوقود إلى أعلى الفوهة، فيما يحيط به زجاج شفاف يحمي اللهب من الرياح ويساعد على تثبيت الإضاءة، وبالرغم من تواضع مكوناته إلا أنه أدى دورًا كبيرًا في حياة الناس اليومية، فكان يُستخدم لإضاءة المنازل والمجالس والمساجد، ويرافق طلاب العلم في ليالي المذاكرة، وأضفى أجواءً من البهجة في الأفراح والأعراس والسمرات.
ويروي فهد الشمري -أحد كبار السن- أن السراج لم يكن مجرد أداة إنارة، بل جزءًا من تفاصيل الحياة اليومية، حيث كان إشعال السراج مع غروب الشمس إيذانًا ببداية جلسات السمر والحكايات، فيما يدلّ خفوته على نهاية يوم طويل وبداية السكون.
ومع تطور الحياة ودخول الكهرباء، تراجع استخدام السراج ليبقى شاهدًا على زمن جميل مضى، إلا أنه ما زال يحتفظ بمكانة خاصة في القلوب، ويُعرض اليوم في المتاحف والمهرجانات التراثية بصفته أحد رموز الماضي الأصيل، يذكر الأجيال الجديدة بما عاشه الأجداد من بساطة ودفء وإنارة قلوب قبل إنارة البيوت.