متحف الدمام الإقليمي يحكي تراث وتاريخ المنطقة الشرقية
on- 2025-11-22 12:28:44
- 0
- 30
تعد مدينة الدمام بوابة تجارية وثقافية تربط المملكة بالعالم الخارجي، بالاضافة الى ذلك فهي تكتسب أهمية تاريخية وحضارية عريقة لما تحتويه من مواقع أثرية تجسد حقبة زمنية مختلفة بدءًا من العصور القديمة إلى العصر الحديث، وتساهم هذه المواقع الأثرية الى جانب موقعها الاستراتيجي في جعل الدمام وجهة سياحية محلية ودولية هامة تعمل على جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم للاطلاع على حضارة المنطقة العريقة وثقافتها الغنية، ويعتبر متحف الدمام الإقليمي أحد أهم المعالم الثقافية والسياحية في المدينة حيث يلعب دوراً هاماً بحفظ التراث الوطني وتعزيز الهوية الثقافية وذلك من خلال عرض مجموعات غنية من القطع الأثرية التي تمثل مختلف الحضارات المتعاقبة على المنطقة.
يحتل المتحف الصدارة ضمن متاحف الدمام الشهيرة، ويقع مشروع متحف الدمام الإقليمي في الواجهة البحرية في الدمام بالمنطقة الشرقية. كما أنه يمثل جزءًا من منظومة المتاحف السعودية التي تهدف في الحفاظ على التراث الوطني والتعريف بتاريخ وثقافة المملكة، حيث تم إنشائه من قبل وزارة المعارف تحت إشراف وكالة الآثار والمتاحف وتبلغ مساحته حوالي 3450 متر مربع، ويتألف المتحف من 5 طوابق رئيسة مقسمة إلى 7 قاعات تحتوي كل قاعة على مجموعة من المحتويات والمقتنيات الأثرية النادرة التي تجسد تاريخ الحضارات المتعاقبة على المنطقة.
القاعات السبع للمتحف:
القاعة الأولى: قاعة ما قبل التاريخ تبدأ الرحلة من هنا، حيث تعرض أدوات وقطع أثرية تعود إلى العصر الحجري الحديث. ويقدر عمرها بحوالي 15 ألف سنة قبل الميلاد. وتشمل الشفرات والمكاشط والشواكيش الحجرية.
القاعة الثانية: حضارة العبيد تلقي هذه القاعة الضوء على حضارة العبيد التي ازدهرت في المنطقة الشرقية منذ 5 آلاف سنة قبل الميلاد. وتعرض الأدوات والمستلزمات الحجرية المستخدمة في الحياة اليومية. مع إبراز آثار مناطق مهمة مثل جزيرة تاروت ومنجم الملح والقطيف.
القاعة الثالثة: العصر الهلينستي والساساني تستعرض الفترة الزمنية التي سبقت ظهور الإسلام، معروضات مثل الدمى الفخارية (التراكوتا) وقطع أثرية عثر عليها في المدافن. ويعود تاريخها إلى حوالي 300 سنة قبل الميلاد.
القاعة الرابعة: الموثوقات الإسلامية وهي من القاعات الأكثر تفضيلًا لدى الزوار. حيث تعرض فيها العملات النادرة التي استخدمتها شبه الجزيرة العربية. بالإضافة إلى صور ومعروضات عن الأماكن المقدسة، وخريطة توضح انتشار الدين الإسلامي.
القاعة الخامسة: التراث الشعبي تركز على تسلسل العملات منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود حتى عهد الملك فهد آل سعود، وتطور الزي الشعبي والصناعات اليدوية والمنسوجات، وتضم أيضًا مجموعة من الأسلحة القديمة مثل الخناجر والسيوف.
القاعة السادسة: الحياة الطبيعية والفطرية تصف هذه القاعة البيئة الطبيعية الخلابة للمنطقة بمختلف مجالاتها (ريفية، صحراوية، ساحلية)، وتضم نماذج لحيوانات محنطة تثير إعجاب الزوار بمناظرها الحية.
القاعة السابعة: قاعة التقدير والدعم أضيفت هذه القاعة تكريماً لجهود الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز في دعم قطاع الآثار والثقافة. وتعرض مقتنياته الشخصية ومقتنيات أثرية اشتراها على نفقته الخاصة لدعم المتحف.
تعد زيارة المتحف الاقليمي بالدمام فرصة لا تعوض للتعرف على مظاهر الحياة والحقب الزمنية القديمة وصولا إلى التطور الهائل الذي تشهده المملكة.
ومع سعي قطاع الاثار في السعودية لتعزيز إمكانياته وتدعيم المتاحف بأجهزة عرض حديثة وأفلام وثائقية، يظل متحف الدمام الإقليمي مركزا حيويا لغرس القيم المعرفية والتوعية بالتاريخ العريق للمنطقة.