طاحونة القنفذة معلم تراثي وقف شامخا أمام عوامل الطبيعة
on- 2021-11-15 13:25:30
- 0
- 896
تعتبر المملكة العربية السعودية مهد للحضارات وهي تزخر بمعالم تراثية تحكي تاريخ مئات السنين .
كانت مدينة القنفذة قديماً من المحطات المهمة على ساحل البحر الأحمر، منذ القرن الثامن الهجري، إذ تقع على الطريق البري الذي ترتاده قوافل التجارة القادمة من اليمن ذاهبة إلى الشام، وكانت تسمى "القناة" إذ كانت من المحطات الرئيسية التي يمر بها حجاج صنعاء، وأنها ملتقى مياه وادي قنونا أحد أودية السراة الذي تصب مياهه في البحر الأحمر على شواطئ القنفذة، وشهدت المدينة على العديد من الأحداث التاريخية ولا تزال هناك بعض من السفن الحربية الغارقة في مياه البحر الأحمر جنوبي القنفذة.
وتزخر القنفذة بالعديد من المعالم السياحية والتراثية، والنهضة التنموية، ومن بينها معلم الطاحونة
الذي يبعد عن شاطئ البحر الأحمر مسافة أقل من 500 متر، حيث ظهر فيه فن الهندسة المعمارية السائد في تلك الحقبة من الزمن والذي يعكس التراث السائد في المنطقة .
واعتُمد في بناء المعَلم على الحجر البحري ، والشكل الأسطواني بقطر 7 أمتار ، وارتفاع يصل إلى 7 أمتار ، وسُمك جدارها متراً واحداً تقريبا، في حين تم إنشاؤه آنذاك لطحن الحبوب بمحرك يعتمد على الأشرعة والهواء
وتقع الطاحونة خارج أسوار محافظة القنفذة، وكانت تسمى بـ"الكازاخانة" أي مكان تجميع الوقود، ويعود تاريخها تقريبًا إلى القرن الحادي-الثاني عشر. وكانت في البداية تستخدم لطحن الحبوب، ومع الوقت تحولت الطاحونة لمخزن للمواد البترولية وسميت بـ"الكازاخانة" لتموين سيارات البريد التي كانت تجول بين مدن مكة وجدة وجازان والقنفذة..
يعود تاريخها إلى ما قبل 200 عام تقريباً ولا تزال حتى يومنا هذا تحتفظ بأصالتها المعمارية الفريدة، فتقف شامخة أمام كل عوامل البيئة التي وضعت لمساتها عليها إلا أنها بقيت محافظة على تاريخها وثقافتها على مدى العصور نتيجة بناؤها المُحكم ومتانته وصلابته، حيث اعتُمد في بناء المعَلم على الحجر البحري، ويمكن زيارة المعلم عبر الرحلات السياحية التي تنظم باستمرار لمشاهدة معالم محافظة القنفذة ومواقعها التراثية والسياحية. ويمكنك أيضا عند زيارة الطاحونة التجول في محافظة القنفذة الغنية بالآثار مثل: قرية عشم الأثرية، والحصون المتناثرة بين جنبات المحافظة، وجزيرة الصبايا، ومعلم الدوائر غريبة الشكل شرق المحافظة.